صحة المرأه

أهم 7 أسباب لاضطرابات الدورة الشهرية وكيفية التعامل معها

تُعد الدورة الشهرية مؤشرًا رئيسيًا على صحة المرأة الهرمونية والجسدية، وأي اضطراب فيها قد يكون مصدر قلق ويؤثر على الحياة اليومية. تختلف طبيعة هذه الاضطرابات، فقد تكون على شكل تأخر الدورة، عدم انتظامها، غزارتها، أو حتى غيابها تمامًا. في بعض الحالات، قد تكون هذه التغيرات طبيعية، خاصة خلال فترات مثل البلوغ أو انقطاع الطمث، لكنها قد تشير أيضًا إلى مشكلات صحية مثل متلازمة تكيس المبايض أو اضطرابات الغدة الدرقية.[1]

تلعب عدة عوامل دورًا في حدوث اضطرابات الدورة، منها التغيرات الهرمونية، التوتر، النظام الغذائي، والوزن، بالإضافة إلى تأثير بعض الأدوية. ويمكن أن تساعد بعض التغييرات في نمط الحياة، مثل تحسين التغذية، ممارسة الرياضة بانتظام، وإدارة التوتر، في استعادة انتظام الدورة. ومع ذلك، في حال استمرار هذه الاضطرابات أو ظهور أعراض غير طبيعية مثل النزيف الشديد أو الألم المزمن، فمن الضروري استشارة الطبيب لتحديد السبب والعلاج المناسب.

 

ما هي الدورة الشهرية الطبيعية

الدورة الشهرية الطبيعية هي عملية حيوية تجهز الجسم للحمل. تختلف مدة الدورة بين 21 و35 يومًا. تتأثر بالهرمونات والصحة العامة.

متى تعتبر التغيرات في الدورة مشكلة صحية

التغيرات في الدورة تعتبر مشكلة عندما تؤثر على الحياة اليومية. مثل غزارة الطمث أو قلة الحيض. من المهم استشارة الطبيب لتحديد السبب والعلاج.

  • غزارة الطمث: نزيف مفرط يتطلب تغيير الفوط الصحية أو السدادات القطنية بشكل متكرر.
  • قلة الحيض: تدوم الدورة الشهرية لأكثر من 35 يومًا.
  • انقطاع الطمث الثانوي: تغيب الدورة الشهرية لمدة ثلاث دورات على الأقل.

فهم اضطرابات الدورة الشهرية والدورة الشهرية الطبيعية يساعد في تحديد متى تحتاجين إلى استشارة طبية. هذا يسمح لك بالعلاج المناسب لمشاكل الدورة الشهرية.

 

أسباب لاضطرابات الدورة الشهرية

يمكن أن تحدث اضطرابات الدورة الشهرية لأسباب مختلفة، بعضها طبيعي ومؤقت، بينما قد يشير البعض الآخر إلى مشكلات صحية تتطلب تدخلاً طبيًا. من التغيرات الهرمونية إلى تأثير التوتر ونمط الحياة، تلعب العديد من العوامل دورًا في انتظام الدورة الشهرية. فيما يلي أبرز 7 أسباب لهذه الاضطرابات وأفضل الطرق للتعامل معها.

 

1. التغيرات الهرمونية

تلعب الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون دورًا أساسيًا في تنظيم الدورة الشهرية، وأي خلل في مستوياتها قد يؤدي إلى عدم انتظامها. يمكن أن تحدث هذه التغيرات بسبب:

  • البلوغ: قد تكون الدورة غير منتظمة في السنوات الأولى بعد بدء الحيض بسبب عدم استقرار التوازن الهرموني.
  • فترة ما قبل انقطاع الطمث: تبدأ مستويات الهرمونات في التقلب مع اقتراب سن اليأس، مما يسبب عدم انتظام الدورة الشهرية.
  • الحمل والرضاعة: يؤدي الحمل إلى توقف الدورة، بينما قد تتأثر الدورة أثناء الرضاعة الطبيعية بسبب تأثير هرمون البرولاكتين على الإباضة.

كيفية التعامل:

  • التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة تساعد في تحقيق توازن هرموني طبيعي.
  • العلاج الهرموني يمكن أن يكون خيارًا إذا كان الخلل الهرموني يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية.
  • استشارة الطبيب في حالة استمرار عدم الانتظام لفترة طويلة أو حدوث نزيف شديد.

 

2. متلازمة ما قبل الحيض (PMS)

متلازمة ما قبل الحيض هي مجموعة من الأعراض الجسدية والعاطفية التي تحدث قبل بدء الدورة الشهرية نتيجة تغيرات هرمونية. تشمل الأعراض:

  • تقلبات المزاج، التوتر، والقلق.
  • انتفاخ الجسم وألم في الثديين.
  • الصداع، التعب، واضطرابات النوم.

كيفية التعامل:

  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحسين تدفق الدم وتقليل التوتر.
  • تناول أطعمة غنية بالمغنيسيوم وفيتامين B6 مثل الموز والمكسرات قد يساعد في تقليل الأعراض.
  • العلاج الدوائي مثل مضادات الاكتئاب أو مدرات البول قد يُوصى به في الحالات الشديدة.

 

3. الأورام الليفية والسلائل الرحمية

الأورام الليفية هي أورام غير سرطانية تنمو في الرحم، بينما السلائل هي نموات صغيرة في بطانة الرحم. كلاهما قد يسبب:

  • نزيفًا غزيرًا أو غير منتظم.
  • آلامًا في الحوض.
  • انتفاخ البطن أو زيادة في حجم الرحم.

كيفية التعامل:

  • المراقبة الدورية إذا كانت الأعراض خفيفة.
  • العلاج الدوائي مثل الأدوية الهرمونية لتقليل حجم الأورام.
  • التدخل الجراحي لإزالة الأورام الليفية أو السلائل في الحالات الشديدة.

 

4. متلازمة تكيس المبايض (PCOS)

متلازمة تكيس المبايض هي اضطراب هرموني شائع يسبب اضطرابات في الدورة الشهرية بسبب عدم انتظام الإباضة. تشمل الأعراض:

  • عدم انتظام الدورة أو غيابها لفترات طويلة.
  • زيادة في نمو الشعر على الوجه والجسم (الشعرانية).
  • زيادة الوزن وصعوبة فقدانه.
  • حب الشباب وتكيسات المبايض المرئية بالسونار.

كيفية التعامل:

  • إنقاص الوزن قد يُساعد في تنظيم الدورة وتحسين حساسية الأنسولين.
  • تناول الأطعمة منخفضة الكربوهيدرات يمكن أن يُساهم في استقرار مستويات السكر في الدم.
  • العلاج الدوائي مثل موانع الحمل الفموية لتنظيم الدورة أو الميتفورمين لتحسين مقاومة الأنسولين.

 

5. الضغط النفسي والتوتر

يمكن أن يؤثر التوتر على منطقة تحت المهاد، وهي المسؤولة عن التحكم في الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية. قد يؤدي التوتر إلى:

  • تأخر الدورة أو غيابها تمامًا.
  • زيادة أو قلة النزيف.
  • أعراض مشابهة لمتلازمة ما قبل الحيض ولكن أكثر حدة.

كيفية التعامل:

  • ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوجا، وتمارين التنفس.
  • إدارة الوقت وتقليل الضغوط اليومية من خلال تنظيم المهام اليومية.
  • طلب الدعم النفسي عند الحاجة، سواء من العائلة أو المتخصصين.

 

6. اضطرابات الأكل والتغيرات في الوزن

النظام الغذائي غير المتوازن يمكن أن يؤثر على الدورة الشهرية. فقدان الوزن المفرط أو السمنة قد يؤديان إلى عدم انتظام الدورة أو توقفها تمامًا. تشمل العوامل المؤثرة:

  • فقدان الشهية العصبي (Anorexia Nervosa): قد يؤدي إلى انقطاع الدورة تمامًا بسبب انخفاض نسبة الدهون في الجسم.
  • الشره المرضي (Bulimia): يمكن أن يؤدي إلى تقلبات هرمونية تؤثر على انتظام الدورة.
  • زيادة الوزن أو السمنة: تؤدي إلى ارتفاع مستويات الإستروجين، مما يُسبب عدم انتظام الدورة.

كيفية التعامل:

  • اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على جميع العناصر الغذائية.
  • استشارة أخصائي تغذية للحصول على خطة غذائية مناسبة.
  • العلاج النفسي لمساعدة النساء اللاتي يعانين من اضطرابات الأكل.

 

7. الأدوية والعلاجات الطبية

يمكن أن تؤثر بعض الأدوية والعلاجات على انتظام الدورة الشهرية، مثل:

  • موانع الحمل الهرمونية: قد تؤدي إلى تقليل أو توقف الدورة تمامًا، خاصةً عند استخدام الحبوب المستمرة.
  • مضادات الاكتئاب وأدوية الصرع: قد تؤثر على التوازن الهرموني.
  • العلاج الكيميائي والإشعاعي: قد يسبب انقطاع الدورة الشهرية لدى النساء المصابات بالسرطان.

كيفية التعامل:

  • استشارة الطبيب إذا لاحظتِ تغييرات في دورتك بعد بدء دواء جديد.
  • مناقشة البدائل الطبية إذا كان الدواء يؤثر على انتظام الدورة.
  • اتباع نمط حياة صحي لتقليل التأثيرات الجانبية للأدوية على الدورة الشهرية.

 

كيف تحافظين على دورة شهرية منتظمة؟

الحفاظ على دورة شهرية منتظمة لا يتعلق فقط بالجانب الهرموني، بل يتطلب نهجًا متكاملًا يشمل العادات الغذائية، النشاط البدني، وإدارة التوتر. إليكِ بعض الطرق الفعالة لدعم التوازن الهرموني وتحسين انتظام الدورة الشهرية:

 

1. اتباع نظام غذائي متوازن

التغذية السليمة تلعب دورًا رئيسيًا في الحفاظ على صحة الهرمونات التي تنظم الدورة الشهرية.

  • الأطعمة الغنية بالحديد والفولات: مثل السبانخ، العدس، والمكسرات، تساعد في تجديد الدم وتعويض الفاقد أثناء الحيض.
  • البروتينات الصحية: مثل الدجاج، السمك، والبيض، تُساهم في إنتاج الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والبروجستيرون.
  • الأطعمة الغنية بأوميغا 3: مثل السلمون وبذور الكتان، تُساعد في تقليل الالتهابات وتحسين استجابة الجسم للهرمونات.
  • تجنب الأطعمة المصنعة والسكريات المكررة: لأنها قد تؤدي إلى تقلبات في مستويات الأنسولين، مما قد يؤثر على الدورة الشهرية.

 

2. الحفاظ على وزن صحي

زيادة الوزن أو فقدانه بشكل مفرط يمكن أن يؤثر بشكل كبير على انتظام الدورة الشهرية بسبب تأثيره على إنتاج الإستروجين والبروجستيرون.

  • زيادة الوزن: تؤدي إلى ارتفاع مستويات الإستروجين، مما قد يسبب نزيفًا غير منتظم أو غياب الدورة.
  • فقدان الوزن المفرط: يُقلل من مستويات الدهون في الجسم، مما قد يُوقف الدورة الشهرية تمامًا.

نصائح لتحقيق وزن صحي:

  •  تناولي وجبات متوازنة تحتوي على الكربوهيدرات الصحية، البروتين، والدهون المفيدة.
  •  مارسي الرياضة بانتظام، ولكن تجنبي التمارين الشاقة المفرطة التي قد تسبب اضطرابات هرمونية.

 

3. ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

ممارسة النشاط البدني يُساهم في تحسين تدفق الدم إلى الرحم، وتحفيز التوازن الهرموني، وتقليل التوتر.

  • تمارين اليوغا والتأمل: تُساعد في تقليل التوتر، مما يُحسن من استجابة الجسم للهرمونات.
  • تمارين الكارديو مثل المشي أو السباحة: تُساهم في تحسين الدورة الدموية وتحسين حساسية الأنسولين.
  • تمارين القوة: تُحسن التمثيل الغذائي وتُساعد في تحقيق وزن صحي.

 

4. إدارة التوتر والتحكم في القلق

التوتر يُؤثر على منطقة تحت المهاد (Hypothalamus)، وهي المسؤولة عن تنظيم الهرمونات، مما قد يؤدي إلى اضطرابات الدورة الشهرية.

طرق فعالة لإدارة التوتر:

  • تمارين التنفس العميق وتقنيات الاسترخاء.
  • ممارسة التأمل واليوغا بانتظام.
  • الانخراط في أنشطة تحسن المزاج مثل القراءة أو الرسم.

الحصول على قسط كافٍ من النوم:

  •  النوم من 7-9 ساعات يوميًا يُساعد في الحفاظ على توازن الهرمونات.
  • تجنبي الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، لأنها قد تؤثر على إنتاج الميلاتونين، وهو هرمون مهم للنوم والاستقرار الهرموني.

 

5. شرب كمية كافية من الماء والسوائل الصحية

الجفاف قد يُؤثر على تدفق الدم ويزيد من أعراض متلازمة ما قبل الحيض.

  • اشربي 8-10 أكواب من الماء يوميًا للحفاظ على ترطيب الجسم وتحسين وظائف الأعضاء.
  • تناولي المشروبات العشبية المفيدة مثل النعناع والزنجبيل التي تُساعد في تقليل التشنجات وتحسين الهضم.
  • قللي من المشروبات المحتوية على الكافيين لأنها قد تُزيد من اضطرابات الدورة الشهرية.

 

6. الحد من تناول الكافيين والكحول

الإفراط في تناول الكافيين والكحول قد يؤثر على مستويات الهرمونات ويتسبب في اضطراب الدورة الشهرية.

  • الكافيين: يزيد من مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر)، مما قد يؤدي إلى تأخر الدورة.
  • الكحول: يؤثر على وظائف الكبد، وهو العضو المسؤول عن تنظيم مستويات الهرمونات في الجسم.

نصيحة: إذا كنتِ معتادة على شرب القهوة، فحاولي تقليل الكمية إلى كوب واحد يوميًا.

 

7. استخدام المكملات الغذائية بحذر

قد يكون من المفيد تناول بعض المكملات الغذائية التي تُساعد في تنظيم الدورة الشهرية، ولكن يُفضل استشارة الطبيب أولًا.

مكملات مفيدة:

  • فيتامين B6: يُساهم في تقليل أعراض متلازمة ما قبل الحيض.
  • فيتامين D: يُحسن من حساسية الأنسولين ويُساعد في تنظيم الهرمونات.
  • المغنيسيوم: يُقلل من التشنجات وأعراض متلازمة ما قبل الحيض.

 

8. المتابعة الدورية مع الطبيب

إذا كنتِ تعانين من عدم انتظام الدورة لفترة طويلة أو كان هناك أعراض غير طبيعية مثل النزيف الشديد أو الألم الحاد، فمن الأفضل مراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة.

  • تحاليل الهرمونات: للتأكد من أن مستويات الإستروجين والبروجستيرون طبيعية.
  • تصوير بالموجات فوق الصوتية: للكشف عن أي مشكلات في الرحم أو المبايض مثل التكيسات أو الأورام الليفية.
  • فحص الغدة الدرقية: لأن اضطراباتها قد تؤثر على الدورة الشهرية.

 

الخاتمة

اضطرابات الدورة الشهرية قد تكون أمرًا طبيعيًا في بعض المراحل الحياتية، لكنها قد تشير أيضًا إلى مشكلات صحية تتطلب اهتمامًا طبيًا. تلعب العوامل الهرمونية، نمط الحياة، والتوتر دورًا رئيسيًا في انتظام الدورة، لذا فإن الحفاظ على توازن صحي من خلال التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، وإدارة التوتر يُمكن أن يُحسن من انتظامها.

إذا استمرت الاضطرابات لفترة طويلة أو كانت مصحوبة بأعراض غير طبيعية مثل النزيف الشديد أو الألم المزمن، فمن الضروري استشارة الطبيب لتحديد السبب واتخاذ الإجراءات المناسبة. الفحص الدوري والمتابعة الطبية يساعدان في الاكتشاف المبكر لأي مشكلات صحية قد تؤثر على الدورة الشهرية والصحة العامة للمرأة.

الوعي بهذه الاضطرابات ومعرفة كيفية التعامل معها يُساهم في تحسين جودة الحياة، لذا احرصي دائمًا على مراقبة نمط دورتك الشهرية والبحث عن الدعم الطبي عند الحاجة.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *